محظورات الإحرام وكفاراتها.. دليل شامل للرجال والنساء قبل أداء مناسك الحج

مع اقتراب موسم الحج، تتزايد التساؤلات حول محظورات الإحرام التي ينبغي على الحجاج من الرجال والنساء تجنبها لضمان صحة النسك، خاصة مع بدء مناسك الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة، المعروف بيوم التروية. ويُعد الإحرام أحد أركان الحج الأساسية، إذ يرمز إلى نية الدخول في النسك وفق ضوابط شرعية دقيقة.

قبل الحديث عن المحظورات، لا بد من الإشارة إلى أن الإحرام له مواقيت زمانية ومكانية يجب احترامها. فالزمانية وردت في قوله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ"، أما المكانية، فقد حددها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها:

ذو الحُليفة: ميقات أهل المدينة.

الجُحفة: ميقات أهل الشام، ويُحرِم الناس من "رابغ" اليوم.

قرن المنازل: ميقات أهل نجد.

يَلمَلم: ميقات أهل اليمن.

ذات عِرق: ميقات أهل العراق.

أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى قائمة بمحظورات الإحرام التي تشمل:

عدم التطيب في البدن أو الثياب، ويُستثنى من ذلك ما وُضع قبل الإحرام.

الامتناع عن إزالة الشعر أو قص الأظافر، إلا إذا سقط دون قصد.

تحريم الصيد البري أو الإعانة عليه داخل حدود الحرم.

عدم التقدم لخطبة النساء أو عقد الزواج أو الجماع.

منع المرأة من ارتداء القفازين أو النقاب، ومنع الرجل من تغطية الرأس.

عدم ارتداء الملابس المخيطة التي تغطي الجسم كالقمصان والسراويل.

الامتناع عن التقاط اللقطات داخل الحرم، كالنقود والمجوهرات.

أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، كفارات بعض المحظورات كالتالي:

تجاوز الميقات دون إحرام: ذبح شاة تُوزع على فقراء الحرم.

حلق الشعر أو تقليم الأظافر: التخيير بين ذبح شاة أو صيام 3 أيام أو إطعام 6 مساكين.

قتل الصيد: إن كان له مثيل من الأنعام، يُذبح مثله، أو يُقدر ثمنه ويُطعم به الفقراء أو يُصام.

قطع الشجر: الشجرة الكبيرة تكفر بذبح بدنة، والصغيرة بشاة.

الجماع قبل إتمام النسك: يؤدي إلى فساد العمرة أو الحج، ويتطلب ذبح بدنة أو سبع شياه أو ما يعادلها من الإطعام أو الصيام.

أما باقي المحظورات، فتوجب التوبة ولا تستلزم الكفارة بالدم.

أوضح الشيخ عبدالله الركبان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية سابقاً، أن مجرد ارتداء لباس الإحرام لا يعني الدخول في النسك. الإحرام يبدأ فعليًا عند نية الدخول في النسك والتلفظ بـ "لبيك اللهم عمرة" أو "لبيك اللهم حجًا".

يتساءل البعض عن حكم استخدام مزيل العرق أثناء الإحرام، وفي هذا السياق، أفتى جمهور العلماء بجواز استخدامه بشرط ألا يحتوي على مواد عطرية. أما الكريمات فالأمر فيها مختلف؛ إذ يُمنع استخدامها على شعر الرأس والوجه عند الشافعية، ويُقاس بعضها على الطيب عند الحنفية والمالكية.

على الحجاج الاستعداد الروحي والبدني لأداء المناسك بمعرفة دقيقة بمحظورات الإحرام وكفاراتها، التزامًا بأوامر الله وسنة نبيه. فالإلمام بهذه التفاصيل لا يقي الحاج من الوق